سورة الإسراء - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


قوله عز وجل: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ} يعني وأد البنات أحياء خيفة الفقر.
{نحن نرزقهم وإياكُم إنّ قتلهم كان خطئاً كبيراً}
والخِطءُ العدول عن الصواب بعمد، والخطأ العدول عنه بسهو، فهذا الفرق بين الخِطْءِ والخطأ، وقد قال الشاعر:
الخِطْءُ فاحشةٌ والبِرُّ نافِلةٌ *** كعَجْوةٍ غرسَتْ في الأرض تؤتَبرُ
الثاني: أن الخطء ما كان إثماً، والخطأ ما لا إثم فيه، وقرأ الحسن خطاء بالمد.


قوله عز وجل: {ولا تقتلوا النفس التي حَرَّم الله إلاَّ بالحق} يعني إلا بما تستحق به القتل.
{ومَن قُتِل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه القود، قاله قتادة.
الثاني: أنه الخيار بين القود أو الدية أو العفو، وهذا قول ابن عباس والضحاك.
الثالث: فقد جعلنا لوليه سلطاناً ينصره وينصفه في حقه.
{فلا يُسْرِف في القَتل} فيه قولان:
أحدهما: فلا يسرف القاتل الأول في القتل تعدياً وظلماً، إن وليّ المقتول كان منصوراً، قاله مجاهد.
الثاني: فلا يسرف وليّ المقتول في القتل.
وفي إسرافه أربعة أوجه:
أحدها: أن يقتل غير قاتله، وهذا قول طلق بن حبيب.
الثاني: أن يمثل إذا اقتص، قاله ابن عباس.
الثالث: أن يقتل بعد أخذ الدية، قاله يحيى.
الرابع: أن يقتل جماعة بواحد، قاله سعيد بن جبير وداود.
{إنه كان منصوراً} فيه وجهان:
أحدهما: أن الولي كان منصوراً بتمكينة من القود، قاله قتادة. الثاني: أن المقتول كان منصوراً بقتل قاتله، قاله مجاهد.


قوله عز وجل: {ولا تقربوا مال اليتيم إلاّ بالتي هي أحسن} وإنما خص اليتيم بالذكر لأنه إلى ذلك أحوج، والطمع في ماله أكثر. وفي قوله {إلاّ بالتي هي أحسن} قولان:
أحدهما: حفظ أصوله وتثمير فروعه، وهو محتمل.
الثاني: أن التي هي أحسن التجارة له بماله.
{حتى يَبْلُغَ أَشدَّه} وفي الأشد وجهان: أحدهما: أنه القوة.
الثاني: المنتهى.
وفي زمانه ها هنا قولان:
أحدهما: ثماني عشرة سنة.
والثاني: الاحتلام مع سلامة العقل وإيناس الرشد.
{وأوفوا بالعهد} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: أنها العقود التي تنعقد بين متعاقدين يلزمهم الوفاء بها، وهذا قول أبي جعفر الطبري.
الثاني: أنه العهد في الوصية بمال اليتيم يلزم الوفاء به.
الثالث: أنه كل ما أمر الله تعالى به أو نهى فهو من العهد الذي يلزم الوفاء به.
{إن العهد كان مسئولاً} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن العهد كان مطلوباً، قاله السدي.
الثاني: أن العهد كان مسئولا عنه الذي عهد به، فيكون ناقض العهد هو المسئول.
الثالث: أن العهد نفسه هو المسئول بم نقِضت، كما تُسأل الموءُودة بأي ذنب قتلت.
قوله عز وجل: {وزنُوا بالقسطاس المستقيم} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه القبان. قاله الحسن.
الثاني: أنه الميزان صغر أو كبر، وهذا قول الزجاج.
الثالث: هو العدل.
واختلف من قال بهذا على قولين:
أحدهما: أنه رومي، قاله مجاهد.
الثاني: أنه عربي مشتق من القسط، قاله ابن درستويه.
{ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلاً} فيه وجهان:
أحدهما: أحسن باطناً فيكون الخير ما ظهر، وحسن التأويل ما بطن.
الثاني: أحسن عقابة، تأويل الشيء عاقبته.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9